كبار السن هم ذاكرة الوطن
بداية المقال أشكر العم وشيخ عشيرة بني عيسى في بلدة ارحابا
الحاج أبو هاني العقاب (العلوم)
ﻓﻲ قريتنا ارحابا الغراء ﻳﻘﺎل : يلي ما ﻋﻨﺪه ﻛﺒﻴﺮ ﻳﺸﺘﺮي ﻟﻪ ﻛﺒﻴﺮ ﺣﺘﻰ وﻟﻮ ﺟﺬع ﺷﺠرة وﻫﻲ ﻣﻘﻮﻟﺔ ﻗﺪﻳﻤﺔ ﺗﺸﻴﺮ الى أﻫﻤﻴﺔ ﻛﺒﺎر اﻟﺴن وﺿرورة وﺟﻮدﻫﻢ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻧﺄﺧﺬ اﻟﺤﻜﻤﺔ واﻟﻤﻮﻋﻈﺔ , ﻛﻠﻤﺘﻬﻢ ﻣﺴﻤﻮﻋﺔ وﻧﺼﺎﺋﺤﻬﻢ ﻣﻌﻤﻮل ﺑﻬﺎ , ﻣﻌﺮﻓﺘﻬﻢ ﺑﺎﻟﺤﻴﺎة ﺟﺎءت ﻋبر ﺳﻨين ﻣﻦ اﻟﻜﻔﺎح وﻟﻢ ﺗﺄت ﻣﻦ اﻟﻔﺮاغ .
ﻛﺎﻧﺖ الاسرة ﻗﺪﻳﻤﺎً ﺗﻘﻄﻦ ﻣﻨﺰﻻً واﺣﺪا وﻋﻨﺪ زواج اﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻘﻴﻤﻮن ﻣﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ المنزل الأسرة الام وﺑﺬﻟﻚ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺤﻤﻠﻮن الولاء لكبير الاسرة ﻓﺘﺼﺒﺢ ﻛﻠﻤﺘﻪ ﻫﻲ اﻟﻤﺮﺟﻌﻴﺔ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ المنزل وﻫﻮ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻘﺮارات اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ دون وجود اي ﻣﻨﺎﻓﺲ ﻟﻪ , وهكذا ﻋﻠّﻢ الاباء اﺑﻨﺎئهم ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻫﻢ ورﺑﻮﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﻃﺎﻋﺔ ﻛﺒﻴﺮ اﻷﺳﺮة، ﺗﻐﻴﺮ ﻣﻊ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻣﻔﻬﻮم اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ الواحدة ﺧﺼﻮﺻﺎً ﺑﻌﺪ ان دﺧﻠﺖ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ اﻟﺤﺮﻳﺔ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ , ﻓﺘﻘﻠﺼﺖ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﻛﺒﻴﺮ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ,او ﺑﺎﻷﺻﺢ ﻧﺰﻟﺖ اﺳﻬﻤﻪ ﺣﺘﻰ ﺗﺤﻮل ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ الأحيان اﻟﻰ ﺷﺨﺺ ﻳﺴﺘﺤﻖاﻟﺸﻔﻘﺔ .
ﻓﺄﻳﻦ ذﻫﺒﺖ ﺣﻜﻤﺔ اﻟﺸﻴﻮخ؟
وﻫﻞ ﺗﻼﺷﻰ دورﻫﻢ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ؟
باﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺧﺒﺮة ﻛﺒﺎر ﺍﻟﺴﻦ وﺗﺠﺎرﺑﻬﻢ ﺍﻟﻤﺘﻌﺪدة ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎة اﻻ ان اﻟﺘﻄﻮرات اﻟﻜﺜﻴﺮة اﻟﺘﻲ دﺧﻠﺖ الىﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﺟﻌﻠﺘﻨﺎ ﻧﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﻤﺴﺎﻓﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻔﺼﻠﻨﺎ ﻋﻨﻬﻢ وﺗﺒﻌﺪﻧﺎ ﻋﻦاراﺋﻬﻢ , ﺑﺤﻴﺚ ﺟﻌﻠﺖ ﺧﺒﺮﺗﻬﻢ و أﻗﻮاﻟﻬﻢ ﺣﻜﺎﻳﺎت ﻣﺮوﻳﺔ ﻓﻘﻂ ﻻﻏﻴﺮ , وﻣﻊ ﻫﺬا ﻣﺎزﻟﻨﺎ ﻧﻌﺘﺮف ﺑﻬﻢ وﻧﺤﺘﺮﻣﻬﻢ وﻧﺤﺎول اﺳﻌﺎدﻫﻢ ﻻﻳﻌﺮف ﻛﺒر اﻟﺴﻦ شيئ ﻋﻦ اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ اﻟﺘﻲ ﻧﺤﻴﺎﻫﺎ اليوم وﻟﻢ ﻳﺘﻘﺒﻠﻮا ﺣﺘﻰ أﺑﺴﻂ أﻣﻮرﻫﺎ ﻓﻜﻴﻒ ﻟﻨﺎ ان ﻧﺴﺘﻌﻴﻦ ﺑﺘﻮﺟﻴﻬﺎﺗﻬﻢ وارﺷﺎدﻫﻢ , ﻻﻳﻌﻨﻲ ﻫﺬا اﻧﻨﺎ ﻧﻨﻜﺮ ﺣﻜﻤﺔ ﻫﺆﻻء ﻟﻜﻦ ﻣﺸﻮرﺗﻬﻢ ﻣﺤﺪودة ﺟﺪﺍً اﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﻫﺬه اﻟﺘﻄﻮرات اﻟﺘﻲ دﺧﻠﺖ اﻟﻴﻨﺎ ان ﺗﺒﺎﻋﺪ اﻟﻤﺴﺎﻓﺔ ﺑﻴﻦ ﺟﻴﻞ اليوم وﺟﻴﻞ اﻷﻣﺲ ﻓﺒﺎت ﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ التقارب او ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺘﻔﺎﻫﻢ.
ﻫﻨﺎك ﻗﻠﺔ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻻﺗﺰال ﺗﻌﻴﺶ ﺿﻤﻦ ﻛﻨﻒاﻷﺳﺮة اﻟﻜﺒﻴﺮة , اﺳﺮة اﻟﺠﺪ ﻛﺒﻴﺮ اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ , وﻫﺬه اﻟﻘﻠﺔ ﻻﺗﺰال ﺗﺴﻴﺮ ﺑﻤﺸﻮرة ﺣﺎﻣﻴﻬﺎ وﺗﻌﻤﻞ ﻣﺎﻳﺮﺿﻴﻪ , وﻛﻠﻤﺎ ﻧﻈﺮﻧﺎ اﻟﻴﻬﺎ ﻧﺘﺬﻛﺮ ﻣﺎﺿﻲ أﺟﺪادﻧﺎ اﻟﺬي وﻟﻰ اﻟﻰ ﻏﻴﺮ رﺟﻌﺔ .
◾كل الشكر الى الحاج ابو هاني العقاب ( العلوم)
◾هذه الصوره في منزل والدي خالد الخطيب
◾ صور المقالة مأخوذة بتصرف
من البومات تصويري في صفحتي عبر فيسبوك :
◾رصد وتقرير : د.تامر الخطيب ابوجروان
النهاية
تعليقات بلوجر
تعليقات فيسبوك